وصيةٌ مباركةٌ طيبة أطلقها النبي صلى الله عليه وسلم.. وصيةٌ أعلن فيها النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام ليس شعائر فقط بل مشاعر وحُسن أخلاق.
وأولى الناس بهذه المشاعر والأخلاق الحسنة أقرب الناس إليك من والدٍ وولد وحبيبٍ وقريب .
إن لأهلك عليك حقا:
فهم أولى الناس برحمتك وعطفك وضحكاتك ومزاحك الصادق وأنت بهذا تكون خير الناس كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم :(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)[ ابن حبان في صحيحة].
فمن حق زوجتك وأهلك أن يفرحون بك، فبعض الناس أهله لا يرون منه شيئاً، أهله يريدون بعضاً من وقته فلا يجدون.
وكلما طلبوا منه شيئاً قال: لا أستطيع أنا مشغول، زوجته معه في عذاب، تتمنى زوجته أن ينتكس من أجل أن يعود ليجلس معها بل تدعو عليه -والعياذ بالله-.
إن لأهلك عليك حقا:
فهم أولى الناس بنصحك وإرشادك وبذلك وعطائك .
كان صلى الله عليه وسلم يشتغل بأعظم أمور الأمة وأدقها ومن ذلك: أمور الجهاد والاقتصاد والإدارة والتوجيه.
ومع ذلك يُعطي كل امرأة من نسائه -وكن تسعاً- حقها وكلامها ومزحها ووقتها، ولكن تجد البعض عنده زوجة واحدة وقد قصر في وقتها وفي حقها، فتجد التاجر: يخرج الصباح السابعة أو الثامنة.
ولا يعود إلا في الثانية عشرة، وقد أصبح ثوباً ملقىً من كثرة ما اتصل وتكلم ، فإذا أتت زوجته تحدثه قال: معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي، دعوني أنام، فينام إلى الساعة السابعة ثم يقوم وهكذا، وكأن زوجته ليس لها حق.
إن لأهلك عليك حقا:
تأمرهم بالمعروف بمعروف وتنهاهم عن المنكر بمعروف ،تحثهم على الصلاة وتصطبر عليها ،تُرغبهم في الصدقة وتُعينهم على فعلها .
وتجد بعض الدعاة يشتغل في المحاضرات والندوات والمشاركات والسفريات، حتى يترك امرأته، فإذا سمعت امرأته الشريط وهو يتكلم عن حقوق المرأة، تقول: لا إله إلا الله!
أعطنا بعض هذا الشيء.وصدق من قال :"قمّة التعاسة أن تنظم الكون من حولك وتترك الفوضى في بيتك"
إن لأهلك عليك حقا:
تجد بعض الناس يسمرون في المقاهي -من الموظفين وأمثالهم- ينطلق الواحد منهم بعد صلاة العشاء، ويغلق على امرأته في بيته.
لا هو أطعمها ولا هو تركها تأكل من خشاش الأرض، فيذهب يسمر إلى الثانية عشرة ليلاً أو الواحدة، ثم يدخل عليها في آخر الليل وهو منهك ويلقي نفسه على الفراش.
من يتحدث معها ويمزح معها ويلاطفها؟
إن لأهلك عليك حقا:
تُعلّمهم القران لتفوز يوم القيامة بحلة الكرامة وتكون واهلك من أهل القران الذين هم أهل الله وخاصته .
كم هو جميل أن تجلس مع أولادك جلسة أسبوعية لتلاوة آيات القران الكريم والتأمل فيها والعيش معها.
إن لأهلك عليك حقا:
ما أروع أن تجلس مع أولادك واهلك متأملين الدروس والعبر من سير الصحابة الكرام .
ما أطيبها من صلاة يوم يجتمع البيت بكامله لأداء ركعتين ثم صلاة الوتر ولو مرة في الأسبوع فتتنزل الرحمات ،فينطلق الدعاء بالبركة والخير والتوفيق والصلاح للراعي والرعية فيؤمّن الصغار والكبار فهل ستخيب هذه الدعوات .
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : ((رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلّت، ثم أيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء)) [رواه احمد وأبو داوود والنسائي وابن ماجه]
فهيا نبني بيوتاً تغمرها السعادة والطمأنينة .
بيوتاً أُسست على التقوى والصلاح والخير.
بيوتاً تُقرأ فيها سورة البقرة لتكون حصنا حصينا أمام السحرة وشياطين الإنس والجن.
بيوتاً تسمع فيها بسم الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله.
بيوتاً شعارها قول الله تعالى:(فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً )[النساء:59]. .
الكاتب: الشيخ أمير بن محمد المدري
المصدر: موقع المستشار